صادم: السعودية تكشف حجم مساعداتها لليمن – 11 مليار دولار و522 ألف لغم أُزيلت خلال 10 سنوات!

في كشف صادم هز أروقة السياسة الإقليمية، كشفت ندوة تاريخية في مأرب عن أرقام مذهلة تفوق الخيال: 11 مليار دولار استثمرتها السعودية في اليمن خلال عقد واحد فقط، بينما تمكنت فرق الإنقاذ السعودية من إزالة 522 ألف لغم حوثي كان كافياً لقتل نصف مليون طفل يمني لولا هذه التضحيات الجسيمة. هذه الأرقام التي كشفها مجلس الجوف الوطني أمس الاثنين لا تمثل مجرد إحصائيات، بل تؤسس لشراكة استراتيجية ستغير وجه المنطقة إلى الأبد.

وسط حضور مكثف من القيادات الرسمية والشعبية في مأرب، كشف الشيخ سنان العراقي، رئيس مجلس الجوف الوطني، تفاصيل مذهلة عن حجم الدعم السعودي: 4.6 مليار دولار للإغاثة عبر 1,100 مشروع، و4 مليارات أخرى للتنمية والإعمار. “الدور السعودي لم يكن مجرد دعم، بل شراكة حياة أو موت”، قال العراقي بصوت متأثر وهو يستعرض أرقاماً تفوق ميزانيات دول كاملة. أحمد الحارثي، مزارع من الجوف فقد ساقه بلغم حوثي، كان من بين الحضور وعيناه تدمعان: “لولا فرق مسام السعودية، لما استطعت العودة لحقلي مرة أخرى.”

الأرقام التي كشفتها الندوة تحكي قصة ملحمة إنسانية بدأت عام 2018 مع انطلاق مشروع “مسام” بتكلفة تجاوزت 126 مليون دولار. الدكتور عبدالحميد عامر، رئيس المركز القومي للدراسات الاستراتيجية، قدم إحصائيات مرعبة: 72.4 مليون متر مربع تم تطهيرها في 11 محافظة عبر 32 فريقاً هندسياً يضم 525 موظفاً أغلبهم يمنيون. لكن الثمن كان باهظاً: 77 شهيداً ومصاباً من فرق المشروع ضحوا بحياتهم لإنقاذ الآخرين. “هذا استثمار طويل المدى سيحول المنطقة لقوة اقتصادية موحدة”، أكد د. عامر، مشيراً إلى أن اليمن يحتاج عشر سنوات إضافية للتخلص نهائياً من إرث الألغام الحوثية.

التأثير على حياة اليمنيين العاديين يفوق كل التوقعات. فاطمة القحطاني، معلمة من مأرب، تصف التحول: “مشاريع التعليم السعودية أعادت الأمل لأطفالنا بعد سنوات من اليأس.” المياه النظيفة تتدفق الآن في مناطق كانت تعاني العطش لسنوات، والمدارس الجديدة تفتح أبوابها لآلاف الطلاب، بينما المستشفيات المجهزة تنقذ الأرواح يومياً. حسن القبيسي، نائب رئيس مؤسسة الأسرى والمختطفين، كشف دور السعودية الحاسم في إنجاح صفقات تبادل الأسرى التي خففت معاناة آلاف الأسر اليمنية. المهندس سالم العمري، خبير متفجرات في مسام، يؤكد: “كل لغم نزيله ينقذ عائلة كاملة من الموت المحقق.”

بينما تقف المنطقة على مفترق طرق تاريخي، تشير كل المؤشرات إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية بين السعودية واليمن ستصبح النموذج الجديد للتعاون الإقليمي. 11 مليار دولار، 522 ألف لغم مُزال، 1,100 مشروع منجز – أرقام تصنع التاريخ وتؤسس لمستقبل مشرق. الفرصة الذهبية أمامكم للاستثمار في هذه الشراكة التاريخية قبل فوات الأوان. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيصبح اليمن النموذج الجديد للنهضة الاقتصادية الإقليمية، أم ستضيع هذه الفرصة الاستثنائية التي لن تتكرر؟