إمام المسجد النبوي: الدنيا متاع لا يغتر بها إلا الحمقى

27 أغسطس 2021 - 2:02 م

قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير – في خطبة الجمعة – : الدنيا متاع وأطماع وزخرف متروك لا يغتر به إلا الحمقى قال جلّ وعزّ في الكافرين : ” غَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهُِدوا عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ “، وقال تعالى : ” بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَ ْبقَى “، قالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه : “إنَّ الدُّنْيا عُجِّلَتَْ لنا، وإنَّ الآخِرَةَ نُعِتَتَْ لنا، وُ زوِيَتَْ عنّا ،َ فأخَذْنا بِالعاجِلِ وَتََركْنا الآجِلَ”

وأضاف : أيَّها المسلمون : أحلام نوم أو كظلّ زائل إن اللبيب بمثلها لا يخدع، اليومَ ِعندَكَ دَلُّها وحَديثُها وغدًا لغيرِك َكفُّها والمِعْصَمُ، دنيا دنية عاجلة تلمع لمع السراب وتمر مرّ السحاب، مافيها ينقضي ويفنى وإن جمَّ عدَدُه وطالَ مَدَدُه، والآجال نافذة آخذة ، تُجَرِّدَ نَصْلاً و ُتنْبِضُ سَْهمًا و الحازم من تأهب قبلَ نفوذ الأجل وتزود قبل بغتة الموت وبادر قبلَ فجأة الفوات وأما الجاهل المغرور فقد نسي حمامه، وضيع أيامه وغفل عن تدبر العواقب و ألهاه التَّبارِي في الكَثْرَةِ والتَّباهِي، جهولٌ ليس تنهاهُ النَّواهي … ولا تلقاهُ إلاَّ وهو ساهِ يُسرُّ بيومِهِ لعبًا ولهوًا … ولا يدري وفي غده الدواهي.

وتابع : توشك المنايا أن تسبق الوصايا ويغادر الغافل دنياه وَقَدْ نعاه الناعون وهو يمنع الماعون و يحلّ الموت بناديه وداعيه يناديه وما أدّى حقًا ولا نشر عِلْمًا ولا أجْرى نَهْرًا ولا َحفَرَ بِئْرًا ولا غَرَسَ نَخْلًا ولاَ بنى مَسْجِدًا ولا وَّرث مصحفًا ولا أوقف وقفًا وذلك طيش الرأي وقصور التدبير فيامن بخل على نفسه، ولم يتزود لآخرته جمعت المال للغير ، ولم تنفق منه في الخير ولم تتزود منه للسير ، فتفكر في أمرك وانقضاء عمرك وقدم من مالك ما ينفعك في مآلك.

وقال : يا عبدالله انظر بقلبك لا بعينك وتذكر يوم فراقك وبينك وتذكر من درج من الإخوان ومضى من الأقران وفني من الجيران و ابذر بذرك واغرس غرسك قبل انقراض عمرك وحلول أجلك وما يستوي عمل ترعاه يداك وتبصره عيناك وعمل أوكلته بعد وفاتك لغيرك لا تدري أنفذه الوصي و الناظر والوكيل أم نالته يد التبديل والتغيير والتأجيل والتعطيل اللهم أيقظنا من الغفلات ونجِّنا من الدركات والهلكات وكفِّر عنّا الذنوبَ والسَيِّئات .

وأضاف : أيها المفرط في أمر مولاه وقد أولاه من الرزق ما أولاه إلى متى تؤخر توبتك وتؤجل أوبتك أَإِذَا انقطعت الدنيا وعاينت الآخرة، ونزل بك الموت واستولت عليك الحسرة وتسلط الندم سألت ربك الرجعة كي تصلح ما أفسدت وتستعتب ممن ظلمت وتعتذر ممن قهرت وترد الأموال التي اغتصبتها والحقوق التي انتهكتها هيهات هيهات فذلك غير كائن فإن كنت شفيقًا على نفسك خائفًا من عذابِ ربك فاستدرك الفوائت وترفع عن الدنايا وصن النفس عن الخطايا وتعفف عن الحرام واقنع بالحلال وردّ الحقوق وأدّ الديون واندم على ما فات وأقلع قبل الفوات وأقبل قبل الممات وأقدم على مولاك وتقرب إلى من أوجدك وسواك واعتذر من ذنوبك وخطاياك والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

 

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.